القائمة الرئيسية

الصفحات

رئيس مجلس الإدارة: السيد حامد الطنطاوي



حوار مع الكاتبه بنت اليمن مرام قُباطي

حوار: دنيا صابر


"كُلما قرأتُ الرسالة وقعتُ فيها على خطأ، يأبى الله إلا أن تكون العِصمة في كتابه".


بدأت الكاتبه "مرام قباطي" شغفها مع الكتابه وهي بالمرحلة الأبتدائيه حيث أنها كانت تقوم بكتابة القصص القصيره ولكنها لم تشاركها مع الآخرين ثم وهي بعمر يناهز الخامسة عشر عامًا كانت البداية مع كتابة الروايات وواصلت بشغف جامح يقبع داخلها لتغلغل في مجال الكتابه، فكانت بالإجازات التي تتخلل دراستها من هذا الشغف، من أكثر الروايات المفضله لها هي "عتق سرمدي".



أعلنت دار قصص للنشر والتوزيع عن تعاقدها مع الكاتبة "مرام قباطي" في السابع عشر من سبتمبر لنشر عملها بمعرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2025. 



ترى أن عزيمة الكاتب هي التي تقوده في الغالب، لكنها لا تقلل من قيمة النقد في إدلاء ملاحظات ربما يسهو عنها الكاتب أحيانا، ولكن هذا فقط ينطبق على النقد البَناء المدروس بِناء على طبيعة الكاتب وبيئتهُ، وليس غيره.



وعندما سُلت في أن كانت الكتابه بالنسبة لها هواية تمارسها أم رسالة تريد إيصالها؟ فأجابت


_كِلا الأمرين معاً، فلولا الهواية لمَا تمكنتُ من إيصال فكرة، فالقصص والروايات من أفضل الأساليب في غرس الأفكار، ذلك لأن المرء يتأثر بها وتظل راسخة في ذهنهِ، وهي أفضل من الوعظ المباشر الذي ينفرُ الناسُ منه.


-ما هو أكثر نقد لاذع وهادِم تعرضتِ له في مسيرتكِ؟

=وصف عملي بالقصور فقط لأنني فتاة!

لقد كان هذا النقد عنصري إلى حد بعيد، إلا أنهُ علل ذلك بأن مجتمع المرأة صغير، ومخالطتها لصِعاب الحياة أقل من الرجل، ولكن ما أزعجني حقاً هو أن الناقد ذاته لم يقرأ روايتي من الأساس. 


-هل لديكِ مقولة أو خاطرة تتخذينها كحافز لكِ؟

=في الحقيقة إنهُ قول الشافعي رحمهُ الله، كان يقول عن كتابه "الرسالة" الذي دون فيهِ أصول مذهبهِ: "كُلما قرأتُ الرسالة وقعتُ فيها على خطأ، يأبى الله إلا أن تكون العِصمة في كتابه".

بعيداً عن مذهبهُ فأنا مسلمة على كل حال ولا أتَّبِع مذهب معين، ولكن المقولة انتشلتني من قعر الخوف من الخطأ، ذلك لأن الخوف من الخطيئة يكبت الفكرة والموهبة والطموح، ولأن الخوف من الفشل هو والوجه الآخر للفشل الحقيقي، ومن خلال مقولتهِ تلك تيقنتُ أن كل كتاب لي سيكون مُحملاً بالأخطاء سواء أدركها القارئ أم لا، ليس عيباً، إنما هي الطبيعة البشرية، لا تقوى على فعل شيء كامل.



تطمح الكاتبة مرام قباطي للكثير والكثير هذا العام ولكن على الصعيد الأدبي، فقد كان طموحها هو أن يصل عملها إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب، وحمد الله فقد وفقها لهذا.


تحدثت عن عملها مصرحه:

_عملى الروائي لهذا العام تحت مُسمى "عتق سَرمدي" تُحاكي الروية قصة فتى كان يقطن في بيئة قاسية متوحشة، فيستمد طِباع وحشية يصعب عليهِ كبتها، ولكنه يجد نفسهُ طريد شريد، لا يعلم كيف يتعامل بطبيعتهِ تلك مع العجائز، وأنه ليس إلا مجرم هارب، فكيف تأخذهُ الأحداث ليختبئ في منزل محقق؟

تحاكي مفاهيم متعددة على غرار الطبيعة البشرية، ولها جوانب شيقة تنطلق من فكرة أن يعتق المرء نفسه من نفسه عِتقاً سرمدياً.

الرواية لها طابع بوليسي فريد أخرجتُ فيهِ هذا النمط الروائي من الجفاف والتشييء إلى ساحة عارمة بالمشاعر الجياشة.

ثق بأنك أمام عمل مختلف تماماً عن أي عمل بوليسي.



اقتباسات من العمل:


_لم يفعل بي المجرمون ما فعلتهِ أنتِ بي!

لم يسكب أحد دموعي غيرك! وما جلجلت آهات القلبِ لسواكِ، صيحات الألم لم أُطلقها إلا عندما آلمتني أنتِ.

والعين التي لم تكن تنكسر ما كسرها أحد سِواك!

كتبتُ إليكِ، وكلي آهاتٌ متفاوتات، كتبتُ إليكِ والحزنُ يعتريني، تكاد ضلوع صدري تتصدع من الأسى.

وليتكِ يا مُهجتي تسمعين!.


لا تحاول أن تكون قوياً دائماً!

ثمة لحظات يجب عليك فيها أن تنكسِر وأن تتمزق إرباً!

 وأن ينفجِرَ من صخريةِ قلبكَ ينبوع حُزنٍ باكي لأن لا طاقة لك بالكِتمانِ أكثر!


_الكتب أم لي، ولدتني من جديد، انتشلتني من هلاك الجهل المميت، ذا القاع المظلم، شديد الاسوداد، لا البصير بهِ يرى ولا الأعمى، لا نرى الأمور على حقيقتها، إنما بهيأتِها الكاذبة.

أنا حقاً لا أُسمي عمري عمرا إلا عندما عمَّرتُهُ بالكتبِ!






تعليقات