القائمة الرئيسية

الصفحات

رئيس مجلس الإدارة: السيد حامد الطنطاوي

"عبد الحميد رزق" يقول : الشعر جزيرة مفقودة ولا يجد أحد طريقها

 "عبد الحميد رزق" يقول : الشعر جزيرة مفقودة ولا يجد أحد طريقها 




حوار : فاطمة عاطف 


اختار أن يتميز في درب ابتعد عنه الكثيرين، وجعل دراسته تساعده في تنمية موهبته والنجاح الإرتقاء بها. 


أصبح حب اللغة مُرافق له، وأتخد من الشِعر صديق دائم، ولكن أي شعر... شِعر الفصحى بـ تشبيهاته، بحوره، ودلالاته المُبدعة. 


الشاعر المتميز "عبد الحميد رزق"، من مواليد محافظة الغربية مركز طنطا، وابن قرية الرجدية، درس في كلية اللغة العربية جامعة الأزهر فرع المنصورة. 


يعمل مدرسًا للغة العربية، وأيضًا حاصل على دبلومة في التدقيق اللغوي كلية اللغة العربية بالمنصورة جامعة الأزهر. 


وكُرِّم من قِبل مبادرة بوڨار لحصوله على المركز الأول في فئة الخواطر، والمركز الحادي عشر شعر، وعمل لفترة كمدربًا للتنمية البشرية. 





وهذا ما قيل في الحوار... 


_كلٌ منّا لديه تجربة ظلت محفورة في ذاكرته وغيرت به الكثير...ذكرت سابقًا أن الكاتب أو الشاعر لابُد أن يكون مرّ بتجربة شخصية جعلته يخطو في طريق الكتابة. 

هل هذا ما حدث معك أم أنها كانت هواية وطورتها القراءة؟


=لكلٍّ منَّا تجاربها الَّتي خاضها من وحي الحياة، فقد بدأ الإنسان على فطرته ثمَّ على وارتقى بتعاليمه مضارب وسلوكيَّات الحياة، فالقراءة عاملٌ رئيسيٌّ ينبغي على كلِّ متعلِّمٍ ملكه حيث بدأت الكتابة معي كأيِّ طورٍ بدائيٍّ ثمَّ أخذت لونًا من الهواية فالاحتراف.



_لماذا اخترت "غيابات الجُب" ليكون اسم ديوانك الأول؟


=اقتفاءً بالقرآن الكريم وهدي النبِّي يوسف عليه وعلى نبيِّنا الصَّلاةُ والسَّلامُ، فاختيار هذا العنوان لم يأت عبثًا وإنَّمَا من محض التجربة، فالغيابات تعني قعر كلِّ شيءٍ، وكلمة الجبِّ تعني البئر، وهي تركيبٌ دلاليٌّ إذ جاءتا في تركيبٍ إضافيٍّ ويكون المعنى في قعر البئر؛ نظرًا لما فيه من وحشة الوحدة، وتبدُّدِ ظلامِهِ، ومماثلته للقبر، فهو التعلّل لذاته، وكما قال المتنبِّي:

"بِمَ التَعَلُّلُ لا أَهلٌ وَلا وَطَنُ

وَلا نَديمٌ وَلا كَأسٌ وَلا سَكَنُ".



_قصيدة "غاليتي" يبدو أنها كُتبت بكل صدق حتى وصلت سريعًا إلى قلوب سامعيها.

هل كانت عن تجربة شخصية أم من وحي خيالك؟


=نعم كانت من التجارب الشخصيّة الَّتي جُبلت على الفرد، فعند دراسة الدِّيوان - غيابات الجبِّ- دراسة نقديَّة، يحلل الناقد كل القصائد فيقف عندها وتتلامس أطرافه أطرافها بنغمٍ ورفقٍ، فيشعر أنَّها بمثابة الكلِّ وديواننا الجزء، فيسمِّيها آنذاك بقصيدة الديوان كما يسمّي النّقَّاد البيت القائم عليه القصيدة ببيت القصيد.



_ما سبب اختيارك لقسم البلاغة والنقد بالتحديد ليكون هو موضوع الدراسات العُليا لك؟


=للبلاغة أسرارٌ يجب على كل متعلِّمٍ حذائها، فإنَّما القرآن وصف ببلاغته، وأرى أنَّها أصعب الأقسامِ فهمًا وأثقلها علمًا.



_لو كان أمامك الإختيار بين كتابة الرواية أو النصوص النثرية بدلًا من الشِعر أيهما ستختار؟


=النَّصُ النثريّ لما فيه من خيالٍ قليل وواقع مرير، فحبذا الحقيقة مكنونةً في سطورٍ، تكتب بماء الدمع، دائما ما أستسهل الصَّعب وأسلك مسالكه؛ فقد صدق قول الشَّاعر:

لأسْتَسهلنًّ الصعبَ أو أُدركُ المنى

 فما انقادت الآمالُ إلا لصابرِ.

فهاك الشعر عنوانًا، أما تجدين فيه صعوبة الفهم، فقد صدق من قال - أظنُّه الحطيئة- :

فَالشِعرُ صَعبٌ وَطَويلٌ سُلَّمُه

إِذا اِرتَقى فيهِ الَّذي لا يَعلَمُه.

 زَلَّت بِهِ إِلى الحَضيضِ قَدَمُه. 

وَالشِعرُ لا يَسطَيعُهُ مَن يَظلِمُه.


فالشعر جزيرة مفقودة ولا يجد أحد طريقها.



_كل مُبدع يحتاج بعض الوقت للشروع في بدأ الفن الخاص به.

إذا كنت كاتب روايات أي الموضوعات كنت ستختار لتكون فكرة الرواية الخاصة بك؟


=أحبُّ اللونَ الشعوريّ الَّذي يشعر القارئ أنَّه يحكي عنه وعن وجعه وألمه، وإن كنت روائيًّا؛ لاخترتُ "الرومانسيَّة" مع المغامرة.



_ما هو سبب إلتحاقك بمجال التنمية البشرية، وهل مازلت تعمل به؟


=فهمك الشيء من أهم السبل لعلاجه إذا اعتل، فمسيرتي التنماويَّة النّفسيَّة تشبع شهيّتي النَّفسيَّة وتشعرني بالرَّاحة العظمى في فهمي للأشخاص، ما بالك به، لم أعد أعمل به لعدَّة أسباب أهمها الرضا.



_يكتسب الطلاب أحيانًا بعض الصفات الحسنة من معلمهم.

هل أكتسب أي من طلابك حب النحو أو البلاغة أو النّقد؟


=نعم منهم من اكتسب الإعراب فأصبح يعرب كل ما تقع عليه عيناه، ومنهم من جعل البلاغة وسيلةً للمحايلة والنقد، على سبيل المثال طالبة تتمتع بحسِّ ناقدٍ وشعورِ شاعرٍ،  وهي لها بعد النماذج النقديَّة أجلّها نقد ديواننا:

ولك مختصره:


"نقد كتاب: غياباتُ الجُب 

الكاتب: عبد الحميد رزق


أولاً : اسم الكتاب، 

لقد أعجبني كثيرًا وبالذات لأنه مستوحي من القرآن الكريم والسورة الأقرب لقلبي ومضمون المعني له أقوى. 


ثانيًا: المقدمة، 

لما فيها من إهداء يُحترم لكن كمقدمة عن تغيير فكرة الحب والمجتمعات الكاذبة وبم يتضمنه الكتاب من أفكار وعواطف فالمقدمة لو كانت مفتوحة أكثر عن مضمون الكتاب ستكون أفضل لأنني بقرأتي للمقدمة قبل بدايتي لقراءة الكتاب ظننت سيكون نصائح وتجارب فقط عن الحب وكيف يتعامل جيل مثلنا معه، لكن رايت فيه عواطف وأفكار أكثر من ذلك مثل فقدان لعزيز ورثاءه والشوق والحنين لشخص وشجن وحنين لذكريات.. وغيرها، لذلك سيكون أفضل بم أنك لا تركز أفكارك علي شئ واحد كما كتبت عن الحب وكيف تحب وكيف خدعك الحب وكما أنه عليك منح حبك وقلبك لله فقط وحديثك عن رمضان فكان يجب أن تكون المقدمة مفتوحة اكثر. 


ثالثًا: هل طبع الكتاب بشكل جيد، وهل أفكاره متناسقة؟ 

في الحقيقة أعجبني غلافه وطريقة كتابتة وتنسيقه، ولكن لاحظت بعض الأخطاء المطبعية في تكرار الصفح مثل "سجين القصر" صـ13

وصـ47، وتكرار أيضًا أفكار ومضمون الفقرات كما في " كاللبن المسكوب " صـ16 و "غاليتي " صـ62، في قول الكاتب ما أبشع ما مرَّ في هذا اليوم، قد شعرتُ أن قلبي انفطر ألمًا وحنينًا علي مافقدته.. الخ. 


رابعا: انطباعي عن الكتاب والاستفادة منه، 

بالتأكيد كان كتابًا ممتعًا حقًا وأعجبني الكاتب في شعره كثيرًا وراق لي قول الكاتب في "كاللبن المسكوب" 

ما أحوج المسكين للأيامِ  ••  فالبعد عن قلب الحبيب حرام

أيضًا قوله في "ليل الشتاء" 

إذا أتي الشتاء فخبرونى  •• فإن القلب مشتعل حطابه

ولا تنسوا النساء ولا الصبايا  •• فهل للحب يعطيك عتابه؟ 

استفدتُ كثيرًا علي حفاظ الكاتب في كل شعره بمضمونه وقوافيه وبحوره، كما حافظ علي لغته العربية التي استغني عنها البعض من كُتاب هذا العصر ولجأ إلى العامية. 

كما اعجبني اقتباسه من القرآن والأحاديث النبوية ليفيد الشباب مثلي، وأعجبني أيضًا ذكره لمصادر الاقتباسات من الكُتّاب والقصائد الآخرى. 

لكن كما يوجد ايجابيات رأيت سلبيات في أن هناك تناقض بين الفكر والعاطفة بقوله كيف احب في صـ 56،وقوله في الصفحة السابقة لها مباشرة "أشفق علي كل مبتلٍ بداءِ الحب". 

وأخيرًا لفت انتباهي لبعض عناوين الفقرات لم أجدها مناسبة لمضمون ما تحدث عنه كما في صـ 21،و صـ68، ولكن لعلي لم أتذوق النص كما كان الكاتب يأمل أن نشعر بما يريد أن يصله لنا."


فكان تعليقي عليه أنَّه لمسةٌ من ساحرٍ فاستخراج مميّزاته أضاف إليّ فرحة، ودرء عيوبه فرحتين.


هذه هي الطالبة "فاطمة عيد" : الطَّالبة النّجيبة، ذات الكلمة العجيبة، والأخيلة الغريبة، رائدة فضاء خيالها والواقع حلمها، أسأل ربِّي تحقيق ما تمنت.



_أي الجوائز الشعرية تتمنى الحصول عليها؟


=أتمنَّى الحصول على جائزة أمير الشعراء المقامة في دبيّ، وجائزة كتارا في مدح سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.




_حدثنا أكثر عن ديوانك "غيابات الجُب".


=سبق أن تحدثت عنه وعن تقسيمه والمنهج المتخذ لكن لكل وقت جديده فهو حياتي قبل أيِّ شيء هو كلُّ شيء، كتبت فيه ما يقرب من مائتين وخمسٍ وخمسين صفحةً، فتم استبعاد ما لا ينشر إلى ما ينشر.



_ما هي خطتك للفترة القادمة؟


=إن شاء الله فسأكون في باكورة معرض القاهرة الدوليّ بديواني الثاني، وكتاب نقدٍ آخر.



_من هو/هي أفضل صحفي تعاملت معه في السابق؟


=لكلِّ صحفيٍّ قلمه المميّز فمثلًا عندك طابع الصياغة وروح التحرير، فأشعر في حوارك بسلاسة ويسر عكس ما كان، وغيرك من جرائدٍ أخر، ومن أفضل المحررين صحفيًّا كان أو إعلاميًّا هي فاطمة عاطف.

تعليقات