كتبت: سارة عبد المنعم
لطالما كان بعد المسافة العائق الأكبر لدي المواهب في القرى والمحافظات، لم يجدوا يومًا يد العون حتى ظهر نادي القصة بالمنصورة الذي كان بمثابة الميلاد الجديد لمواهبهم مع الأديب الذي يسمع أفكارهم ويحاورهم برفقة كبار الكتاب الذين يتم استضافتهم لنقل خبراتهم ومناقشة أعمالهم، فما هي قصة نادي الأدب (القصة حديثًا)؟، وما الهدف المأمول منه؟
في الحقيقة نادي القصة بالمنصورة ولد من رحم كيان آخر كبير مختبر سرديات المنصورة قام بإنشائه عدد من مبدعي الدقهلية مثل ا. ايمن باتع، ا. فكري عمر ا. عماد مجاهد د. احمد الزلوعي، يعتمد على مناقشات الاعمال الابداعية المنشورة، ظلت الحاجة لمناقشة أعمال الاعضاء لم يكن هناك وقت داخل المختبر لذلك، من هنا ظهرت الحاجة لكيان آخر مكملًا لعمل مختبر سرديات المنصورة، فكرنا مع الزملاء والمبدعون في إنشاء و تكوين نادي القصة بالمنصورة لمناقشة أعمالنا المخطوطة و مشاركة فعل الكتابة و تشجيع بعضنا البعض في إنجاز هذه الأعمال و مراجعتها قبل الدفع بها لدور النشر و إصدارها في كتب ورقية و الكترونية و تكون في أفضل صورة ممكنة.
هدفنا شد أزر بعضنا البعض نحن الكتاب و المهتمين بالكتابة الإبداعية الروائية و القصصية وسط تغول الشعر و الشعراء على الكيانات الرسمية من نوادي الأدب و غيرها.
تنمية مهارات الكتابة السردية، خلق و اكتشاف مواهب شابة دعمًا لتواصل الأجيال، للاستفادة من فكر الشباب و خبرة الكبار و دعم كل منا الآخر، كررتها أكثر من ثلاث مرات دعم بعضنا البعض كما يحتاج الشباب الخبرة الكبار يحتاج أيضًا الكبار لمعرفة أفكار الشباب المختلفة و فهم أفكار الشباب عن قرب و الاستفادة من جموحهم و طموحهم الذي يكون دائمًا مع فورة الشباب بلا حدود.
الكاتب نبهان رمضان اسم له تاريخ، فهل ممكن أن تحدثنا عنه عن قرب؟، وما هو الأثر الذي يرغب في تركه في نفوس قرائه؟
نبهان رمضان كاتب مهموم بأفكاره التي تعنيه وحده، كل عمل أكتبه يطرح سؤال وجودي و يناقشه بطريقة سردية سواء روائية أو قصصية، صدر لي روايتان العتب و عريس الاميرات الأربع، و مجموعتنا قصصيتان إلكترونيا على موقع مكتبة إثراء "عبيكان "سابقا. زهرة الممر البرية، احبك... احبك و مجموعة ورقية حائرة رغم حصولها على رقم إيداع لكنها لم تصدر بعد و هناك رواية جديدة تحت النشر أتمنى أن تصدر خلال معرض القاهرة للكتاب ٢٠٢٤ أن شاء الله.
أتمنى أن أترك المتلقي الذي يقرأ اعمالي في حالة مغايرة لتلك الحالة التي كان عليها قبل قراءة عملي. سواء سلبًا أو إيجابًا هذا في حد ذاته نجاحًا كبيرًا لو تعلمون، اعمال عقل المتلقي و جعله ينشط مع أفكار الكاتب و يتفاعل معها و
يشتبك أيضا معها، أعتبره قمة نجاح الكاتب.
البداية كانت مع كراسة التعبير في المدرسة حيث انتبه مدرس اللغة العربية في مدرسة المنصورة العسكرية لموهبتي السردية حيث كان هناك تنوع بين كتابة المقال و كتابة القصة. لدرجة أنه كان يطلب مني قراءة القصة على الزملاء في الفصل. اثناء الدراسة الجامعية في كلية الآداب بجامعة المنصورة تعلمت النقد من أستاذ دكتور علي درويش رحمه الله أستاذ النقد الأدب الفرنسي و الدكتور عبد السلام حسان القريب إلى نفسي حتى الآن و الدكتور جمعة دهيم رحمه الله.
يحضرني قصة جميلة مع الكتابة الإبداعية أثناء الدراسة الجامعية بيتي قريب جدًا من كلية الآداب، كان الزملاء بين المحاضرات يأتون معي إلى البيت نحتسي الشاي أو ناكل بعض من المأكولات الخفيفة، أحد الزملاء كان مهتم بالصحافة الجامعية و كان يشرف على إصدار مجلة جامعية ورقية تصدر من خلال أنشطة الأسرة الجامعية لقسم اللغة الفرنسية الذي كنت أدرس به، وجد على مكتبي قصة قصيرة طلب مني نشرها لكني رفضت بشدة لأني أعتبر أن كتابة القصص و السرد سري الكبير و كنت أخجل لإعلانه على الملأ، أستغل فرصة تركي له في حجرتي لأحضر الشاي الذي أعدته أمي، و دس القصة في جيبه، فُجئت بعدها بها منشورة في عدد مجلة الأسرة للغة الفرنسية، و لقت نجاحًا كبيرًا بين طلبة الكلية حتى في الأقسام الأخرى لكن ما أسعدني حقا اختيار د. جمعة دهيم لها كأفضل قصة في المجلة طوال العام؛ لأن د. جمعة رحمه الله كان مشهور عنه أنه لا يعجبه شيء أبدًا، دائم النقد اللاذع للجميع، يكفي أن أترك أثرًا في نفس و عقلية المتلقي و أقنع بهذا كثمار ناجزة لإبداعي .
على الكاتب أن يكون مخضرمًا، لا يعجزه أي نوع من الكتابات، وقد حققت هذه المعادلة الصعبة ما بين كتابة المقال إلى القصة القصيرة وتدرجت أيضًا إلى الفن الروائي والنقد في الأدب الشعبي، فهل هناك وصفة سحرية لهذا؟
نحن في عصر الواقع و لم يعد هناك معجزات سحرية أو خارقة عزيزتي.
على الكاتب التحضير الجيد لكتاباته و البحث الدائم في كافة العلوم، على الكاتب أن يكون واسع المعرفة في شتى المجالات و أن يكون في حالة بحث دائم.
أحيانا أقرأ كتب كثيرة للحصول عن تفصيلة صغيرة استخدمها في الكتابة السردية مرة قرأت أكثر من كتاب لمعرفة كل شيء عن رقصة الهوب هيب الأمريكية لمجرد أن شخصيتان في رواية العتب يقومان برقصها في أحد المشاهد المكتوبة، و في مرة أخرى جلست مع أحد البلطجية الخطرين لمعرفة كيف يهجم على غريمه في أحد الشجارات أو طريقة إخفاءه البشلة أسفل شفته العليا مثلا، و راقبت حواراته مع زملاءه و المفردات الخاصة بهم مع تطور العلم و التكنولوجيا الحديثة أصبح الحصول على أمهات الكتب في شتى المجلات متاح للجميع على شبكة
الإنترنت و في معظم الأحيان مجاناً
ما قرأته العام الماضي من كتب بصيغة البي دي إف تعادل ما قرأته في حياتي قبل الإنترنت.
هذا الجيل لديه فرصة عظيمة للتعلم و التثقيف ليتها كانت موجودة في بداية شبابنا.
قبل أن أتطرق لدور مكتبة مبارك العامة بالمنصورة لدعم نادي القصة، أتوجه بالشكر للدكتورة ضحى عاصي المسؤولة على النشاط الثقافي لحزب التجمع لتقديمها الدعم في بداية انشاء نادي القصة بالمنصورة و المساندة القوية من خلال فتح مقر حزب التجمع بالمنصورة لنا في وقت لم نكن نجد مكان مناسب لانطلاق فاعليات نادي القصة بالمنصورة
في الحقيقة مكتبة مصر العامة بالمنصورة و على رأسها الأستاذة ايمان ابو الغيط قدمت الدعم لنادي القصة بالمنصورة منذ بزوغ الفكرة مع بعض الأصدقاء في محاولة سابقة لكن لم يكتب لها النجاح و الاستمرار، عندما تقدمت بالفكرة كان لديها شكوك مقلقة حول جدية العمل وهو نجاحه من خلال التجربة السابقة، لكن بعد انطلاق التجربة و نجاحها و استمرارها شاركت معنا كمبدعة في الأساس كاتبة قصة و فنانة تشكيلية و حضرت معنا ندوة أو أكثر في مقر حزب التجمع، عندما حدث خلاف ما بيننا و بين حزب التجمع حيث أراد الزملاء أعضاء نادي القصة بالمنصورة الابتعاد عن الانتماء السياسي و الالتزام بالحياد التام فهدفنا الابداع و فقط، لكن هذا الموقف لم يروق لإدارة حزب التجمع بالمنصورة.
كان الموقف الشجاع و البناء للأستاذة ايمان ابو الغيط الذي ندين له بالفضل و العرفان، أنقذت نادي القصة بالمنصورة من الضياع سدى، و فتحت أبواب مكتبة مصر العامة بالمنصورة لأعضاء نادي القصة بالمنصورة في وقت عصيب و مرحلة وجودية هامة في مسيرة نادي القصة بالمنصورة، و هذا ليس غريبًا عليها فهي مع إدارتها الناجحة لمكتبة مبارك العامة بالمنصورة لديها حس أدبي و إبداعي خاصة ما لمسته من جدية النشاط و توهجه خلال عام واحد قرب على الانتهاء من عمر نادي القصة بالمنصورة، بالتأكيد الاستقرار في مكان ثابت و خاصة مكتبة مصر العامة بالمنصورة مكان محترم و راق و له إدارة واعية متفتحة داعمه للنشاط الجاد سيرتي ثماره في القريب العاجل و يتيح الفرصة لاستضافة شخصيات كبيرة مثل الكاتب العماني زهران القاسمي الذي أقمنا له ندوة لمناقشة العمل الفائزة بجائزة البوكر العربية و غيره من الندوات الكبيرة التي نعمل مع الزملاء في نادي القصة بالمنصورة لاستضافتهم سواء كتاب عرب أو مصريين مقيمين خارج مصر أثناء تواجدهم في معرض القاهرة للكتاب أو في أجازتهم الصيفية أن شاء الله. اتمنى أن يلقى نشاط نادي القصة بالمنصورة بالتعاون مع مكتبة مصر العامة بالمنصورة اهتمام الشباب و كبار الكتاب و المبدعون في مصر و المنصورة خاصة.
الموهبة والتعلم طريق واحد ذو اتجاهين، فبم تنصح الموهوبين وما هو منظورك إلى الكتابة، هل هي وليدة اللحظة أم تحتاج إلى خبرة كافية؟، وهل هي رحلة مستمرة أم بإمكانها الانتهاء عند أحد؟
بالتأكيد الممارسة في حد ذاتها تصقل الموهبة مع الاحتكاك ما يستجد من أعمال إبداعية و نقدية وتنمية الثقافة في شتى العلوم.
الموهبة وحدها لا تكفي، يجب البحث الدائم عن المعرفة و السعي نحوها، أنصح الشباب لا يفعلون مثلي و يخجلوا من طلب النصيحة.
نحن أعضاء نادي القصة بالمنصورة مستعدون كلنا جميعا تقديم النصيحة متى طلبها من يطرق بابنا و من يجالسنا في الندوات.
كلنا واحد سواسية نتعلم من بعضنا البعض لدينا ما نقدمه لمن يطلب النصيحة بالضبط كما لديه ما يقدمه لنا من وجهة نظر مغايرة نحترمها و تقدرها.
اختلاف وجهات النظر بين الأجيال المختلفة وصهرها في بوتقة واحدة تنتج تيار ثقافي قوي و هام.
لا تستهينوا بمكانة المنصورة الثقافية، دائمًا أقولها في أي مكان تواجدت فيه.
المنصورة تقود الحالة الإبداعية في الوطن العربي تذكروا منها انطلقت مدرسة أبولو في الشعر و السرد تحت شجرة على نيل المنصورة اجتمع ابراهيم ناجي و محمود العقاد و الشاعر علي محمود طه.
الطموح يحدونا جميعًا سأظل أعمل حتى أنال مكانة ترضي أهل بلدي و أضعها في المكان التي تستحقه في المجال الثقافي أن شاء الله.
تعليقات
إرسال تعليق
إترك تعليقا لنا لدعمنا لكي نكمل مشوارنا